-->
قطف النُّوّار قطف النُّوّار
recent

آخر الأخبار

recent
random
جاري التحميل ...
random

الفشل فرصة للتفكير مرة أخرى

مؤخرًا، وجدت العديد من رواد الأعمال الجُدد يهتمُّونَ بقصص النجاح، إلا أن القليل منهم فقط، طالب بمعرفة ما الذي ينبغي على رائد الأعمال فعله وقت “الفشل”.
بالتأكيد هناك عدة طرق للنَّظَرِ إلى الفشلِ باعتباره أداة بناء، بدلًا من السيناريوات المُدَمِّرَة، التي يمكن أن تؤدِّي إلى انعدامِ الثقة، أو الاكتئاب.
بعد أن فشلتَ في أمورٍ كثيرة؛ أشعرُ بكثيرٍ من الراحة وأنا أتحدَّث عن هذا الأمر. لكن أوَّلًا، اسمحوا لي بذكر قصة، أتمنى أن تطلقوا معي عنان خيالكم فيها.
تخيَّل أنَّك فتحت شركتك الأولى، التي كلَّفتك نحو 100 ألف ريال، لكن الأرباح الناتجة هي 70 ألف ريال فقط، وبالتالي؛ فإن شركتك فشلت. جرّبت الآن فتح شركة ثانية، وبدون المزيد من التفاصيل، فشلت هي الأخرى. من الواضح أنَّك لم تنجح بعد، حتى مع شركتك الثالثة.
إن كنت رائد أعمال بحق؛ فبالتأكيد أنَّك تعلمت الكثير من تلك الإخفاقات.
لِنُكْمِلَ سويًّا، كانت لك العديد من الإخفاقات. يمكنني أن أسترسل في إدراج قصص فشلك في هذه الحياة، لكن أعتقد أن لديك فكرة بالأمر كلّه.
الخطوة التي تَلِي الفشل، سهلة للغاية. إنها قرارك نحو ما ستقوم به بعد ذلك.
وإذا قرَّرت أن تصبح رائد أعمال؛ ستدرك أن الفشل ما هو إلا نوع من الخبرة. مُجَرَّد مرحلة من مراحل حياتك الريادية.
في بعض الحالات، قد يبدو الفشل سهلًا، حيث يبدأ أحدهم في مشروعه المقبل قبل أن يفشل مشروعه السابق. أمَّا في كثيرٍ من الحالات، فالأمر في غاية الصعوبة، حيث يغرق صاحب الفشل مع حُزْنِهِ في رمال الفشل المتحركة، وبعد فترة طويلة، ستُدفَن جثته تحت الأرض دون أدنى تغيير.
لكنَّ عليك أن تتعامل مع مشاعرك ووجهات نظرك بطريقةٍ مُختلفةٍ تمامًا عن كل ذلك.

ذَكَرَ لي أحدهم قصة قصيرة عن أحد الرؤساء التنفيذيِّين. كان في إحدى مراحل عمله أحد أفضل أبطال التزلّق في العالم. وفي سباقه الأخير في دورة الألعاب الأوليمبية، توقَّع الجميع أنه سيفوز بالميدالية الذهبيَّة، إلا أنه وفي وسط قيامه بالسِّباق أخطأ في إحدى المُنعطفات وانتهى به المطاف في المركز السادس. قال صاحب القصة أنه الأمر استغرق نحو 24 ساعة، شعر أنه مضغوطًا، ومكتئبًا، ومضطربًا، وغاضبًا، ومُحبَطًا، ومُشَوَّشًا، وحزينًا.
يمكنك تخيُّله وهو في غرفته يشعر بغضبٍ عارم كافيًا لتدمير كل الأثاث مِنْ حَوْلِه. لكنه بعد دقيقة واحدة من مرور 24 ساعة، كان يعمل على مشروعه المقبل، بعد أن رأى نفسه في مرآة الفشل.
24 ساعة فقط هي فترة صغيرة من الوقت. يمكنك أن تتحمَّل فشلك لفترةٍ أطول قليلًا، لكن إيَّاك أن تتجاوزَ اليومين في أي مرة. وافْصِل بين شعورك بالفشل، وبين شعورك تجاه إنجازاتك في الحياة.
ويبدأ ترويضك للفشل عندما لا تشعر بالاكتئاب بسببه، بل تشعر بالملل والإرهاق عند وجوده.
قد يستغرق الأمر وقتًا طويلًا لتحقيقِ ذلك. ومن الوسائل النافعة – جدًا جدًا! – أن تتحدَّثَ مع الآخرين عن فشلك. بدلًا من التعامُلِ وحدك وحَمْله بين ضلوعِك، تحدَّث عنه مع أمِّك/أبيك/أختك/زوجتك. تحدَّث عنه مع شركائك عنه. تحدَّث عن فشلك مع أصدقائك المُقَرَّبينَ. لا تتجاهل الفشل أو تحاول تغليفه وكبته في مكانٍ ما بداخلك. بل انزعه مِنْ صدرِك في أسرعِ وقتٍ مُمكن.
تعرَّف على نفسك من جديد. واعلم أنه لا توجد إجابة صحيحة أو وصفة سحريَّة للتغلُّبِ على فشلِ الماضي.
ابدأ بِفهم مَا ذكرته لك، وسَل نفسك إذا كنت خائفًا حقًّا أم لا. تسألني: ماذا بعد الفشل؟ إذا فشلت في أمرٍ ما؛ دع تجربة الفشل تخبرك بما هو مُتاح بين يديك كي تحاول وتبدأ من جديد، وتذكَّر أن هذا مجرّد جزء صغير آخر من رحلة الحياة. ثم انتقل إلى ما هو قادم؛ طالما كنت على استعدادٍ لذلك.

عن الكاتب

إسماعيل إسماعيل

التعليقات



جميع الحقوق محفوظة

قطف النُّوّار

2016