-->
قطف النُّوّار قطف النُّوّار
recent

آخر الأخبار

recent
random
جاري التحميل ...
random

أكثر روايات أدب السجون تأثيراً

أدب السجون؛ هو نوع من أنواع الأدب معني بتصوير الحياة خلف القضبان، يناقش الظلم الذي يتعرض له السجناء، والأسباب التي أودت بهم إلى السجن، حيث يقوم السجناء أنفسهم بتدوين يومياتهم وتوثيق كل ما مرّوا به من أحداث بشعة داخل السجن ..
“ليسَ على هذه البسيطة، مخلوقٌ أشدُّ قسوةً و همجية من الإنسان”


يا صاحبي السجن

“يا صاحبيّ السجن” للروائي الأردني أيمن المعتوم، صدرت عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر عام 2012 ،والتي يروي فيها الفترة التي قضاها في سجون الأردن في مطلع التسعينات، كما يناقش الأحداث والقضايا السياسية للأردن آنذاك.

الرواية رائعة إلى حد لا يوصف، وأكثر ما يميزها هو أن الكاتب قام بتقسيم الرواية لفصول، وقام بتسمية كل فصل بآية من آيات القرآن الكريم، ستعتقد أني مبالغة بعض الشيء إن قلت لك أن الرواية ستجعلك تشتهي السجن ولو ليوم، ليس لرفاهيته بالتأكيد، وإنما لروعة الخلوة بالنفس التي صورها الكاتب بإبداع !


أنصحك بقراءتها، أسلوب الكاتب مميز ، ماهر جداً ومحترف في اختيار الألفاظ، والتشبيهات،كأنه إمتلك زمام اللغة في هذا السن الصغير!
أنا على ثقة أنك ستعيد قراءتها مراراً وتكراراً، فكتاب كهذا لا يُهمل أبداً.


القوقعة

من هو أول سجين في التاريخ؟ من الذي اخترع السجن؟ … كيف كان شكل السجن الأول؟
إذا كنت مهتماً بأدب السجون، فأنت حتماً قرأت هذه الرواية، وحتماً أصبت بإكتئاب شديد، هذه الرواية أبشع توثيق لجرائم الإنسان تجاه الإنسان !

الرواية صدرت عن دار الآداب، لمصطفى خليفة؛ الذي جسد قصة سجنه وتعذيبه طوال 13 عام في السجون السورية، بعدما تم القبض عليه في مطار سوريا أثناء عودته من فرنسا، وظل طوال هذه السنين، يُعذب بكافة أنواع واشكال ومفاهيم التعذيب، النفسية والجسدية، دون ان يعرف التهمة الموجهة إليه.
ومن المضحك حقاً أن مصطفى خليفة (المسيحي) تم سجنه بتهمة الإنتماء لجماعة الإخوان المسلمين !

شرف

مصطفى خليفة مخرج سينمائي قبل ان يكون كاتب، وهذا جلياً في كتابته حيث صوّر مشاهد التعذيب كما لو كان يروي فيلماً، لذلك من الصعب جداً خروج هذه المشاهد المصوّرة ببراعة من مخيلتك!
حقيقة ، عانيت كثيراً أثناء قراءتها، وعشت حالة طويلة من الشد والجذب ، حتى إستطعت إكمالها للنهاية، هذه الرواية تخلف ندوب داخل قل كل من يقرأها، هى الأولى برأيي في أدب السجون !


للمؤلف صنع الله إبراهيم، صدرت عن دار الهلال 1997، إحتلت المركز الثالث في قائمة أفضل مئة رواية عربية.
هى رواية سوداوية إن أمكن لي القول، تناقش أسرار وخبايا السجون المصرية بفسادها وطغيانها، وما يدور داخلها من ظلم وإفتراءات، كما تسلط الضوء أيضاً على ما يعانيه الإقتصاد والمجتمع المصري من كوارث يشيب لها الولدان.
الرواية مقسمة إلى أربعة فصول، الفصل الأول عن شرف الذي دخل السجن بتهمة القتل، حيث قام بقتل سائح أجنبي حاول ان ينتهك عرضه، الفصل الثاني يحكي قصة طبيب يدعى رمزي متهم بقضية رشوة، الذي يكشف الجرائم التي ترتكبها شركات الأدوية بحق شعوب العالم الثالث، وأخيراً الفصل الرابع هى مسرحية هزلية قام تعرض داخل السجن، وهى إسقاط على السياسة المصرية لعصور مختلفة بداية من عصر الرئيس جمال عبدالناصر، وحتى فترة حكم حسني مبارك !
الرواية مشبعة بالأحداث التاريخية والإقتصادية والسياسية التي قد تعرفها لأول مرة، أنصحك بقراءتها.


شرق المتوسط



صدرت عام 2001 عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر، للروائي عبدالرحمن منيف، الذي تتسم رواياته بمناقشة الواقع الاجتماعي والسياسي العربي، بكل جرأة وقوة.

تعتبر هذه الرواية أول رواية عربية تنتمي لأدب السجون، وبفضلها تجرأ الكتّاب على التطرق لهذا النوع من الأدب، حيث تلتها سيل من الروايات التي تصنف تحت أدب السجون.
تناقش الرواية الإعتقال السياسي، والقمع في الدول العربية دون تحديد أسماء أو مدن، لذلك كل عربي سيقرأ هذه الرواية أياً كانت جنسيته، سيشعر وكأنها تتحدث عن بلده، فالقمع هو الشيء الوحيد الذي يجمعنا، علامة عربية خالصة مطبوعة على جبين كل المدن، معلقة على أبواب البيوت ،موجودة في كل مكان، في الشوارع، البيوت، الغرف، قد تجدها في جيوبنا أيضاً !
بإختصار؛ هذه الرواية صرخة لكل معتقل سياسي، صوت لمن لا صوت لهم !


خمس دقائق وحسب .. تسع سنوات في سجون سورية
لا أتخيل نفسي بعد تسع سنوات من السجن والعذاب والأمراض الجسدية والنفسية، تأتي لحظة الحرية ، فأشعر بالضياع لا أدري أين أذهب


بهذه الكلمات ختمت هبة الدباغ روايتها “خمس دقائق وحسب .. تسع سنوات في سجون سورية ، التي تحكي معاناتها داخل السجون السورية، ويجسد عنوان الرواية ليلة القبض عليها، عندما طلب منها رئيس المخابرات ان تحضر معه للتحقيق 5 دقائق وحسب، فعادت إلى بيتها بعد 9 سنوات !
الرواية لا تسلط الضوء على التعذيب داخل السجون بقدر ما تركز على السجين نفسه، وحالته النفسية ، وعلاقته بمن حوله، وجدير بالذكر ان  هبة الدباغ لم تكن متهمة بشيء، فقط كل ما في الأمر ان لها أخاً كان ينتمي لجماعة الإخوان المسلمين، فتم القبض عليها لإستدراجه.
وبعد خروجها من السجن لم تجد أحداً من عائلتها، فقد تم قلتهم جميعاً بمجزرة حماة 1982، الرواية تحمل ألماً كبيراً، والكثير من المآسي التي تتعرض لها الكاتبة، لكنها رائعة.
تزممارت: الزنزانة رقم 10
نعم، كانت معنوياتنا قد نزلت إلى الحضيض، وكانت أغلى أمنياتنا هي أن نموت موتة فجائية تقينا أهوال الاحتضار الطويل البطيء الذي كان فيه السجين


صدرت هذه الرواية عن دار طارق للنشر، عام 2009، من تأليف أحمد المرزوقي الذي يروي معاناة 18 عام داخل سجن “تزممارت” لتورطه في محاولة انقلاب 1971 ضد ملك المغرب الحسن الثاني، فشلت المحاولة وتمت محاكمته عسكرياً، وترحيلة إلى سجن “تزممارت” وهناك تلقى أشد أنواع العذاب.


الرواية مؤلمة جدا، من ضمن المواقف المؤلمة التي يتعرض لها الكاتب، ان يوضع في قبر مظلم، ويعطى الفتات والماء الملوث طيلة 18 عام ! لا يرى أحدا ولا أحداً يعلم بمكانه !
ورغم هذه المعاناة الشديدة إلا انه كان صبوراً وتحمّل حتى تم الإفراج عنه في اكتوبر 1991.

تلك العتمة الباهرة

أدركت أن تبديد وجع لا يتم إلا بتخيل وجع أشد ضرواة منه وأشد هولاً


رواية أخرى تتحدث عن معتقل “تزممارت” ، تروى مأسأة أحد السجناء الذين تورطوا في انقلاب الصخيرات، وهو السجين عزيز بنبين ، الذي قضى عامان في السجون المغربية، ثم نُقل إلى جحيم تزممارت ليقضي فيه 18 عام آخر.
صدرت عن دار الساقي عام 2002، و يوثقها هذه المرة طاهر بن جلون، فبعد خروج عزيز من سجنه ذهب إلى جلون وأدلى بوجعه له، طالباً منه توثيق هذه الأحداث بقلمه، وبالفعل جسدها جلون بشكل لا يصدق !
ومن شدة تأثر جلون بما حدث لعزيز، ذكر أنه كان يرتجف ويتصبب عرقاً وهو يكتب الرواية ، وكانت تعتريه لحظات من البكاء الهيستيري جراء الآلام النفسية التي تعرض لها عزيز ومن معه، ولكن رغم نجاح هذه الرواية وإنتشارها بفرنسا إلا ان كل الناجيين من “تزممارت” الذين قاموا بتدوين وتوثيق ما حدث لهم، رفضوا كتابة جلون لهذه الرواية كونه لم يعيش الأحداث، وإتهموه بأنه يريد أن يأخذ نصيباً من الشهرة بكتابته عن معاناة السجناء في تزممارت.
لكن هذا لا ينفي كون الرواية رائعة بالفعل، خاصة انها اتسمت بالأسلوب الإبداعي، لم تكن توثيقاً للأحداث فقط !
هذه هى أفضل الروايات التي تندرج تحت أدب السجون، أخبرنا هل قرأت أياً منها ؟!

عن الكاتب

إسماعيل إسماعيل

التعليقات



جميع الحقوق محفوظة

قطف النُّوّار

2016